قال ابن المجاور : وبلغ مال النخل سنة أربع وعشرين وستمائة مائة وعشرة آلاف دينار نقدا غير ما حمل إلى الخزانة ، وفى هذا العام قال أهل زبيد :
ما شاء النخل ولا شاء زبيد ، يعلق بالمليمة ويضرب بالجريد.
وما استخلص هذا المال إلا الأمير الوالى الصارم مابس الكاملى ، كان من وزن قبالة وزن مثله مضاعف ، فإذا فرغ النخل خرج الصغار مع الكبار والأخيار مع الفجار بالطبل والزمر بعدما يكبسون جملا عدة تامة من الأجراص والقلاقل ويشد فى رقبته المقانع والحلى ، ويركب كل أربعة من الناس على جمل ، وناس منهم على الشقادف ، يمشون إلى مسجد مشرف على ساحل البحر ، والموضع موضع مبارك فيه وطئة ناقة معاذ بن جبل وإثر كلكلها لما رجع من اليمن إلى الحجاز بعد وفاة النبى صلىاللهعليهوسلم عبر على هذه البلاد والسواحل ، ويسمى هذا الموضع الفازة ، أعنى الذى يتبحرون فيه ، وينزل فيه النساء مع الرجال فى البحر خليط مليط وهم فى شرب ولعب ورقص وقصف وزائد وناقص ، وما يخرج إلى هذه الأماكن إلا فى كل أسبوع يومين : يوم الاثنين ويوم الخميس ، وإذا رجعوا من هنالك دخلوا البلد رأسا واحدا.
ذكر شجر الكاذى
هو شجر يطلع فى ناحية مسجد معاذ بن جبل يشبه النخل ، وهو ورد على هيئة الصبرة التى تزرع فى العراق والهند فى المراكز فى سطوح الدروب ولكن ورق الكاذى رقيق شبه خوص النخل ذات شوك خشن ، لم ينعقد ورده إلا من برق البرق ، فإذا برق البرق طلع منه كثير بالمرة ، وإن لم يكن البرق لم يكن منه شىء ، وهذا