عنبر ولم يعرف ما هى فجاء بها إلى بيته فعازه الحطب فأوقدها تحت القدر عوض الحطب ، فعلم به الناس فعرف الشيخ بوقّاد العنبر ، وقد انقطع جميع ذلك فى زماننا هذا من سوء ظننا وقبح فعالنا (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)(١) فعند زوال أيام العجم ملكها العرب.
ذكر أخبار آل زريع بن العباس بن المكرم ولاة عدن
نسبتهم من همدان ، ثم من جشم بن يام بن أصبا ، وكان لجدهم العباس بن المكرم بن الذئب سابقة محمودة فى قيام الدعوة المستنصرية مع الداعى على بن محمد الصليحى ، ثم مع ولده المكرم ، عند نزوله من صنعاء إلى زبيد وأخذ أمه أسماء بنت شهاب بن أسعد من الأحول سعيد بن نجاح.
وكان السبب فى ملكهم لعدن أن الصليحى لما افتتحها وفيها بنو معن أبقاها فى أيديهم ، فلما قتل الصليحى نافقت بنو معن فى عدن فسار المكرم إليهم أحمد ابن على فافتتحها وأزال بنى معن منها وولاها العباس ومسعود ابنى المكرم ، وجعل مقر العباس تعكر عدن وهو يحوز البر والباب ، وجعل لمسعود حصن الخضراء ، وهو يحوز الساحل والمراكب واستحلفهما للحرة السيدة ابنة الملك أحمد ، لأن الصليحى كان قد أصدقها عدن حين زوجها من ابنه المكرم سنة إحدى وستين وأربعمائة.
__________________
(١) الآية : ١٧ من سورة الكهف.