إنى بليت بأربع ما سلطوا |
|
إلا لحتفى أو بلاى وشقائى |
الهم والدنيا ونفسى والهوى |
|
كيف التخلص من يدى أعدائى |
فصل : فلما أرست الجاشو مرسى عدن أنفذ صاحب النعكر إلى ابن عمه صاحب الخضراء وقال له : ما نصنع وهذا العدو قد دهمنا؟ فقال له : غلطنا فى الكيل فشرد منا الحيل واعمل برأيك فيما ترى ، فقال : انزل من الخضراء وأنا أكفيك شرهم ، فنزل النحس شبه ألف جعس وسلم الحصن إلى ابن عمه ، وأنشد المنصور بن إسماعيل الأبزى يقول :
الناس بحر عميق |
|
والبعد عنهم سفينة |
وقد نصحتك فانظر |
|
لنفسك المسكينه |
وحدثنى الشيخ بلال بن جرير المحمدى قال : لما ملكت حصن الخضراء بعدن وأخذت الحرة بهجة أم على بن أبى الغارات وجدت عندها من الذخائر ما لم يقدر على مثله ، وعدن كلها بيدى فى مدة متطاولة.
قال بلال : وبين عدن وبين لحج مسيرة ليلة ، فأذكر أنى كتبت من عدن بخبر الفتح وأخذ الخضراء وسيّرت بشيرا بالبشرى إلى مولانا الداعى سبأ بن أبى السعود ، وفى اليوم [الذى] كان فيه فتح الخضراء فتح مولانا مدينة الرعارع فالتقى رسولى ورسوله بالبشرى ، وذلك من أعجب التأريخ سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
واشتغلت الجاشو بالأكل والشرب ودار السّكر بينهم ، فصار مقدمهم ينادى أصحابه : كفوا عما أنتم عليه مشغولون ، فلم يسمع منه إلا من له لب وفهم ، وبقى