مالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ* خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ)(١) إلى تمام الآيات.
وحدثنى إنسان جبلى من آل الصليحى قال : إنه قرأ : (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ* نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ* إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)(٢) وصار يكررها إلى أن مات رحمهالله تعالى.
بقيت النياية على حالها إلى أن توفى الملك المعز إسماعيل بن طغتكين بن أيوب فردّ الأراضى على أربابها ، ويقال : إنما ردها إلا بعد أن أسقى الشيخ على بن حاتم بن على بن محمد بن المعلم فى زبيد ، ويقال : إنما سقى ابن المعلم إلا لإدراك سيف الدين سنقر بعد قتله الملك المعز فى زيد.
فصل : كان يقال : فى زمان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب : إنه لا يموت حتى يملك قسطنطينية ويعمرها ، فلأجل ذلك طال أمله فى الدنيا وزينتها ، وأسس المنصورة فبينما الفعلة يحفرون الأساس إذ خرج عليهم صخرة حجر عليه مكتوب : إن فلان بن فلان الشقى بنى مدينة قسطنطينية ، قال : ومات ودفن بتأريخ الشهر والسنة ، فسأل عن اسمها الأصل ، قالوا : إنها تسمى قسطنطينية ، قال : متنا ورب الكعبة! وسقى عليها ومات ودفن بمغربة تعز ، وما أراد ببناء هذه البلدة إلا أنه يخزن فيها جميع غلال الجبال ، على ما تقدم ذكره.
__________________
(١) الآيات : ٢٨ ـ ٣٢ من سورة الحاقة.
(٢) الآيات : ٢ ـ ٩ من سورة الهمزة.