نجس طهّر وقد طهرناه بالنار ، فأعاد بناءه سيف الإسلام ، ومع ذلك رفع سقوفه بالآجر والجص بعد أن ذهّبه ، وأجراه بالذهب واللازورد سنة ثلاث وستمائة فى دولته الملك الناصر بن طغتكين بن أيوب.
وقال حكيم : خذ من جامع تعز المنبر ومن جامع الجند السقف.
ويجتمع فى أول جمعة رجب فى جامع الجند من كل الأعمال ناس يصلون فيه ويبلغ ذلك اليوم فى الجامع مقدار ما يسع رجل واحد درهم فيقال : دينار ليصلى ركعتى الجمعة ، ويكون فيه ذلك اليوم نور مشهود.
وأهل الجند وما حوله من القرى يروون فى فضل هذا المسجد أخبارا من جهة زيارته فى أول جمعة فى رجب تعدل عمرة ، بل قالوا : حجة ، ولم يزل الناس يزورونه فى كل سنة فى أول رجب حتى أثر ذلك ... (١) وصار صفى الدين حاتم ابن على بن محمد بن المعلم حتى أسقاه فى بطيخة ، ويقال : إنه أخذ إبرة مسمومة وغرز فيها خيطا مسموما وصار يغرز الإبرة فى جوانب البطيخة ويجرها والخيط معا ، وجاءها إلى سيف الإسلام وهو قائم على بناية المنصورة فجلا سكينا فوق البطيخة ليأكل منها ، فتناول منه سيف الإسلام البطيخة فقطع وأكل وأحس بالشر به فقال لعلى بن حاتم : الله المستعان على ما تصفون ، فقال له : كل يا مولاى ، ما هو إلا خير ، وغاب الشيخ حاتم بن على بن محمد بن المعلم من ساعته ، فأوجعه فؤاده ومات ، رحمهالله تعالى.
وحدثنى عبد الله بن محمد قال : إنه كان يقرأ فى النزع : (ما أَغْنى عَنِّي
__________________
(١) بياض بالأصل.