وإلى ذهبان أربع فراسخ ، وسكانه عرب مجمّعة من بنى أسد وبنى ريح وبنى عاصم وبنى رفدة ، إذا نزل بهم نزيل يقولون له : بوّس وساحق وعض وعانق ، يعنى صاحبة البيت ، ولا تدخل معها ، أى لا تطأها ، فإذا أدخلت معها أدخلنا معك هذا الخنجر.
ويسمى وادى الدّوم ، وما سمى بذلك إلا لكثرة نخل الدوم بها ، وهو شجر المقل ، وفى وادى الدوم يقول الشاعر :
وآخر عهدى منك يوم لقيتنى |
|
بأسفل وادى الدّوم والثوب يغسل |
ويرى جبل كدمّل مما يلى البحر.
ذكر جبل كدمل
وهو نصف الطريق ما بين الحجاز واليمن وأول بطن عثر ، ويقال : خبت عثر ويقال : كامل وامرأته وحماره ، وهم ثلاثة أجبال : جبل كدمل فى البحر وفى لحفه جبل صغير يسمى الحمار ، ويقابله فى البر جبل يسمى الكليتان ، والكليتان هى التى تسمى المرأة ، فيقال : كدمل وزوجته وحماره ، ولا شك أن هؤلاء كانوا جنّا أو بنى آدم مسخوا جبالا وأحجارا ، وجبل كدمل هو فى الأصل معدن الحديد.
قال ابن المجاور : وكم سألت على أن أقع لهم على علم تحقيق فلم يحصل ذلك.
وإلى بيض أربع فراسخ ، وهو واد ، وإلى الراحة أربع فراسخ ، وتسمى محل