وإلى درب جعلان ثلاثة فراسخ ، وإلى صور أربع فراسخ ، وإلى العاتب (١) فرسخان ، وإلى قلهات فرسخان.
بناء قلهات
أول من سكن الساحل بقلهات الصيادون ، قوم ضعف يترزقون الله ، فلما طال مقام القوم طاب لهم والتأم إليهم بمقامهم خلق يستأنسون بهم ، فكثروا وازدادوا إلى أن سكن فى جملة الصيادين شيخ من مشائخ العرب واسمه مالك بن فهم ، وكان من حرصه على عمل البلد يقف على الساحل ، فأى مركب يراه يقلع فى البحر ينادى لأصحابه : قل هات! أى : قل لهم فى دخول البلد ، يعنى لأهل المركب ، فسمى البلد قلهات.
وحدثنى أحمد بن على بن عبد الله الواسطى قال : إنما كانت تسمى فى سالف الدهر هات قل ، قلت : ولم سمى بهذا الاسم؟ قال : لما هرب القوم من وقعة النهرين نزلوا بهذا الساحل كانوا يقولون لخدامهم : هات! يعنون به الزاد ، وهو زاد صحبهم من العراق ، فلما قل عليهم ذلك قال أحدهم لخادمه : هات! فرد عليه
الغلام : قل ، فسمى البلد هات قل ، فلما دار الدهر دار الاسم مع دوران الزمان قلهات.
__________________
(١) غير منقوطة فى الأصل.