ويقال : إن الصديق بمنزلة الرأس والعدو بمنزلة الرجل ، ولأجل ذلك لبست أهل هذه النواحى أرجلهم أجود ما يكون من الملابس.
حدثنى محمد بن رزق الله قال لى : هل ترون فى خراسان كوكب سهيل؟ قلت : لا والله ، قال : لهذا لم يصح لهم دباغة الأدم ، قلت : وكيف ذاك؟ قال : كل إقليم يطلع عليه وفيه سهيل يصح فيه دباغة الأديم لأنه يحمره ويصيره إلى ما ترى من الليونة والنعومة.
من مكة إلى المدينة
على طريق بنى عصبة وهم السرو ، من مكة إلى بطن مر أربعة فراسخ وهو واد طيب ، وبنى فيه بعض أمراء مكة من الشرق قصرا ، وهو الآن خراب ، وإلى الهدى أربع فراسخ ، وإلى برزة أربع فراسخ ، وإلى شابة أربع فراسخ ، وإلى المدينة قدر أربع فراسخ ، وإلى هجر قدر سبع فراسخ ، أرض عزة ، وهى أرض بنى سليم التى فتحها أمير المؤمنين على بن أبى طالب ، كرم الله وجهه.
ذكر فتح أمير المؤمنين على بن أبى طالب هذه الجبال
حدثنى عيسى بن أبى البركات بن مظفر البغدادى بمكة قال : إنى قرأت فى بعض الكتب أنه كان لبنى سليم فى الجاهلية نحل عظيم فكان إذا جاءهم عدو دخّنوا فى الأكوارات ـ يعنى النحل ـ فكان يطير ويعلو الجو فيبان لناظره شبه غمامة