فلما تولى ملك الحجاز طغتكين الكاملى نقص المائة الدينار فصار الآن تصح المائة المكية ببغداد أربعة وتسعين دينارا ، وجميع ما يباع بمكة مقايضة كج بكج ، ويباع الحنطة وسائر الحبوب بالصاع ويحسب الصاع أربعة أمداد وكل مد أربعة أرباع رطل ، ويباع الأدم بالبيعة كل بيعة مائة من يصح الحمل ببيعتين ونصف ، ويحسب العوار ثلاثة أصناف : عوار الذى يكون فى أوسط الطاق خدش بسكين فى رقبة الطاق ، والثانى الشعرانى ، وهو الذى يكون فى الشعر ، والمقفع يكون قد تقفع الكيمخت من على الجلد ، وكذلك اليابس من الدهن والخفيف والأسود ، والأديم الجيد وهو الثقيل النقى الطاهر عنابى الوجه مشتبك بعضه ببعض مبرأ من العيوب التى ذكرناها.
قال ابن المجاور : هذا فى اليمن ونواحيها يكون يسوى كل مائة من بخوارزم على الصفة التى ذكرنا سبعين دينارا.
ويدبغ الأديم فى جميع إقليم اليمن والحجاز ونواحيها ويبيعونه طاقات بالعدد ، وكذلك الحبشة وأعمالها ، ويسميه العجم أديم خوش وفى كشك من أعمال الهند كذلك ، وما تدبغ الأدم إلا بالقرظ ، ويدبغ فى مكة جلود الجمال والبقر والغزلان ، وكان مسافرو خراسان يشترون جلود البغال الفحولة من رستاق الموصل وسواد إربل وتدبغ فى مكة ، وقد بطل جميع ذلك من سنة عشر وستمائة لظهور الكافر بخراسان والرى.
والأديم الخفيف يصلح للعراق والشام لأنهم ينشرون الطاق حتى يجعلوه على الكيمخت ، وما يريدون فى خوارزم وخراسان إلا الأديم الثقيل لأنهم يبطنون به الخف ، ويقال فى الأثمان : يسوى الخوارزمى والفنا أربعة دوانيق ربكية وخفة عشرة دنانير وكذلك الروم.