صفة الدور
فلما سكنت نعم المدينة بنت فى أوسطها قصرا يسمى الدوار ذات طول وسعة وارتفاع ، قالت الفلاسفة الأول : لا بد أن يتغلب البدو على الثلاثة فى آخر العهد بدوار ، ولا ينام السيف ، ويكون قد يحلو من الفريقين أخذ قصر الدوار عامرا على حاله.
ويقال : إنما بنت نعم لشبام إلا على الظلم لأنها اغتصبت الأراضى من الخلق ، فلما تمت بناءها تغلبت عليها عثمن ، ويقال : عثمان ، أخذها منها ، وما زال ملوكها يتغلبون على إلى آخر من تغلب عمرو بن مهدى ، أخذها بالسيف وجدد عمارة الحصن وأحكمها غاية الإحكام وجعلها سرير ملكه بعد أن بنى لها أسوارا وخنادق وأبوابا ، فلما جاء أمر الله لم ينفع عمله شيئا ، كما أنشد عبد النبى بن على بن مهدى يقول حين تولى أرض الحصيب :
أنخنا بخيل عند باب سهامها |
|
ولم تأل أن جالت بباب الشبارق |
أدرنا على درب الحصيب بخندق |
|
ولن يدفع أمر الله حفر الخنادق |
وقيل : وملكت العرب جميع حضرموت سنة إحدى وعشرين وستمائة ، وكانت ولايته أربع سنين ، وخلّف فى جملة ما خلف مائة بهار فضة نقدا غير الآلة والعدد والخيل والبضائع ، ودوّخ ابنه ناصر الدين محمد بن مالك بعض حضرموت سنة أربع وعشرين وستمائة ، وهو إلى الآن مالكها ، والله أعلم.