ويقال : إن الرجل السباك قتل لأجل سبكه الحديد ، وفى لحفه مسجد بنى بالحجر والجص.
وإلى المياه ربع فرسخ ، وإلى عدن ربع فرسخ.
ذكر ما كانت عليه عدن
فى قديم العهد
كان من القلزم إلى عدن إلى وراء جبل سقطرة كله بر واحد متصل لا فيه بحر ولا باحة ، فجاء ذو القرنين فى دورانه ووصل إلى هذا الموضع ففتح وحفر خليجا فى البحر فجرى البحر فيه إلى أن وقف على جبل باب المندب فبقيت عدن فى البحر وهو مستدير حولها ، وما كان يبان من عدن سوى رءوس الجبال شبه الجزر.
ولنا على قولنا دليل واضح أن آثار ماء البحر والموج باق بائن فى ذرى جبل العر ، والجبل الذى بنى على ذروته حصن التعكر وجبل الأخضر.
والدليل الثانى أن شداد بن عاد ما بنى إرم ذات العماد إلا ما بين اللخبة ولحج وبين المغاوى التى على طريق المفاليس ، وهو الرمل الذى إلى جبل دار زينة ، وما بناها إلا فى أطيب الأراضى والأهوية والجو فى صفاء من الأرض بعيدا عن البحر ، والآن رجع البحر فى أطراف بلاد إرم ذات العماد وتناول البحر شيئا منه أخذة ، ولم يكن بهذه الأرض بحر وإنما استجد بفتح ذى القرنين فمد من جزيرة سقطرة فساح إلى أن وقف أواخر المندب.