وإلى المزحجية ثلاث فراسخ ، وهى بئر مالحة فى أرض عرب يقال لهم : العقار ، وإلى البيضاء فرسخان ، وتعرف بسبخة الغراب وتتسمى قاع الغراب ، وقد كان عند البحر وعلى يسار الدرب بئر تسمى المخنق ، بناها القائد حسين بن سلامة ، وليس فى الربع المسكون أحلى ولا أخف من مائها على الفؤاد ، وجواز القوافل على ساحل البحر.
وإلى رباك فرسخان ، وهى قرية كانت عامرة ، وقد عمر بها الأمير ناصر الدين فاروت بستانا حسنا وحفر بها أنهارا وغرس بها النارنج والأترج والموز والنارجيل ، ويقال : إن الناخوذة عمر الآمدى غرس شجر الشكى البركى ، وهو شجر يخرج من بدن الشجر بخلاف جميع الأشجار ، والبركى غرسه سنة خمس وعشرين وستمائة ، وحفر بها برك وبها حفرة تسمى حفرة الأسد فى سالف الدهر ، كانت الخلق تحج إليها من أبين ولحج وما حولها من القرى فى أول شهر الله الأصب رجب.
وإلى المكسر فرسخ ، قنطرة بناها الفرس الذين تولوا عدن على سبع قواعد ، ويقال : إنما بناها شداد بن عاد فى الأصل.
حدثنى يحيى بن يحيى بن على بن عبد الرحمن الزراد قال : إنما بناها رجل جبلى سنة خمسمائة ، ويسمى المزف وكان فى الأول لا يعدون هذا الموضع إلا بسنابيق وكذلك الماء والحطب.
وإلى جبل حديد نصف فرسخ ، ويقال : إنه جبل حديد جاء بعض أرباب المخبرة وسبك من هذا الجبل بهارين ونصف حديد وغار المعدن عن أعين الخلق ،