ذكر أسماء مكة وصفاتها
سماها الله تعالى بأربعة أسماء : مكة والبلد والقرية وأم القرى.
قال الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ)(١) فإذا الكلام على هذا الاسم.
قال الزجاج : مكة لا تنصرف لأنها مؤنثة ، وهى معرفة ، ويصلح أن يكون اشتقاقها بكة لأن الميم تبدل من الباء ، كما يقال : ضربة لازب ولازم ، ويصلح أن يكون اشتقاقها من قولهم مككت العظم إذا مصصته مصا شديدا حتى لا يبقى فيه شىء ، شبهت بذلك لشدة ازدحام الناس فيها.
وقال ابن فارس : مككت العظم إذا أخرجت مخه ، والمك الاستقصاء ، وفى الحديث : «لا تمككوا على غرمائكم».
وفى تسمية مكة بهذا الاسم أربعة أقوال :
أحدها : أنها مسافة يأتيها الناس من كل فج عميق ، فكأنها هى التى تجذبهم إليها ، من قول العرب امتك الفصيل ما فى ضرع أمه.
الثانى : من قولهم : مككت الرجل إذا أردت تخوّفه ، فكأنها تمكك من ظلم فيها ، أى تهلكه ، كما قال :
يا مكة الفاجر مكّى مكا |
|
ولا تمكى مذحجّا وعكّا |
__________________
(١) الآية : ٢٤ من سورة الفتح.