عمران عليهماالسلام وجعل منه صورة عجل ، كما قال الله تعالى : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ)(١).
وفى مشارق هذه الأعمال قوم يقال لهم البهيمية وهم يرجعون فى الأصل إلى آل عامر ، ويرجع آل عامر إلى سنحان ، فإذا نزل بهم ضيف يقول له : بم تعشّى؟ يقول : بكذا ، وبم تغدّى؟ وما يقدم له إلا ما طلب واشتهى عليهم ، فإذا تعشى يقول الرجل لزوجته : روحى أكرمى الضيف! فتجىء المرأة فتنام فى حضن الضيف إلى الصباح ، بلا خوف ولا حذر ، ويقوم الصبح كلّ يغدو إلى شغله.
فإذا خطب زيد بنت عمر وأنعم له عمرو بإيجاب القول دخل زيد إلى بنت عمرو واستفضها وبات معها طول ليلته ، فإذا أصبح خرج وترك نعليه فى بيت بنت عمرو فيعلم عمرو أنه رضى بها ، فحينئذ يعقد له عقد النكاح ، وإن لبس حذاءه وغدا علم عمرو أن زيدا لم يرض ببنته ، وهذا فى أجاويد هؤلاء القوم.
ومصاغهم الصّفر والحديد والرصاص ، ولباسهم الجلود المدبوغة ، وجواهرهم الودع ، ومهرهم قطع الطريق ومنع السبل.
وإلى الدبساء خمس فراسخ ، وثغر وادى عمق وهو سخل ويعرف بشرم الجارية ، خور من البحر ، يخاض فيه مخاضة ، وما عرف بها إلا أنه خاضته الحجاج ، فلما توسطوه زلق جمل وعليه جارية فوقعت الجارية فى البحر فأخذها المد وراحت فعرف الشرم ، أى الخور ، بالجارية.
__________________
(١) الآية : ٨٨ من سورة طه.