بدنها من فوق ومن تحت ، وإذا رأى غريب المرأة على ذلك الزى يقول لها : استترى فيقول له زوجها : اكسها ، وإن كانت امرأة عريانة وهى لابسة فيقول له زوجها : اكسها ، فإن كساها وإلا قتله لأنهم يقولون : من ستر غيّر.
ولم يكن فى جميع العالم أضل من هؤلاء القوم ولا أسرف ولا أجرم ولا أخسر منهم فى أخذ مال الحاج لأنهم يسمون الحاج جفنة الله ، فإذا قيل لهم فى ذلك يقولون : إذا حضر جفنة الله لخلقه أكل منه الصادر والوارد.
وإذا قلت لأحدهم : قطع الله رزقك من الحرام! يقول : لا ، بل قطع الله رزقك من الحلال ، ما ترى عندنا من الخير سوى هذه الجبال السود لا لنا زرع ولا ضرع ولا أخذ ولا عطا ، وجميع ما تعملونه أنتم مع حاج آخر جاء مقابل الكعبة من الفضائح والغنائم فسلطنا الله عليكم حتى نستقضى للحاج منكم الحق وثلث الباطل ، ولذلك تقول العجم فى أشعارها :
از سيم قوافل انه بل آيدنه رباطى |
|
زيرا كه همه توشه حجاج ربايند |
وإلى السرين ثلاث فراسخ ، بناية الفرس على ساحل البحر ، وإلى وادى الأثلاث ثلاث فراسخ ، وإلى حصارة خمس فراسخ ، وإلى حلى سبع فراسخ ، بلد فيه جامع ومنارة ، وأول من أخربها غازى بن متكلان من بنى حارث الكردى فى أيام دولة سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، وبقى المكان على حال إلى أن أعاد بناءه موسى ابن على بن عطية ، وهو إلى الآن مالكها ، وجميع هذه الأعمال لبنى كنانة ، وإنما اشتق اسم حلى من الحلى الذى جمعه السامرى من بنى اسرائيل فى أيام هارون بن