والعشرين من شهر رجب سنة أربع وعشرين وستمائة ، وفى يوم الاثنين الثانى من شعبان طرح الفوة على كل من كان فى عدن من غريب وقريب وقوى وضعيف ورجل وامرأة حرة ومفسودة على سعر البهار مائتى دينار وثمانين ملكى ، وضرب الخلق بالخشب ، وكانت الأيام شبه أيام المحشر كل منهم محتشر ينادى : أين المفر؟.
فلما كان سنة خمس وعشرين وستمائة أخذ جميع فلفل التجار وجميع الخف والنحاس والبربهار حسب الفلفل البهار بأربعين دينارا وطرحه على أهل الكارم بستين دينارا ، وأخذ الصفر من أهل الكارم على سعر البهار بستين دينارا وطرحه على أصحاب الخف بثمانين دينارا ، وأعطى أصحاب الفلفل الفوة على سعر البهار بأربعة وثمانين دينارا ، ويأخذ البهار بهارا وربعا ، وإذا أعطى أعطى البهار بهارا إلا ربعا ، ويخرج بعد ذلك من هذه البضائع الواصلة العشور والشوانى ودار الوكالة ودار الزكاة والدلالة ، يفضل مع التاجر لاش فى لاش ، ويحسب التاجر جميع حسابه بحديده والأرض ، وأخذ جميع عطب من وصل من الهند مع التجار مستهلك لا بيع ولا شرى.
وضمن القبان السنة بعشرين ألف دينار ، والسليط على كل بهار يصل خمسة دنانير ، وسوق الخضرة والجوار والرطب واللحم وجميع الدواب بأحد عشر ألف دينار ، ولم يبق شىء يدور عليه اسم وحرف إلا وقد رجع فيه ضمان ما خلا الماء والسمك.