وملك ابن زياد حضرموت وديار كندة والشحر والمرباط وأبين ولحج وعدن والتهائم إلى حلى ، وملك من الجبال الجند وأعماله ومخلاف جعفر ومخلاف المعافر وصنعاء وصعدة ونجران وبيحان.
وواصل ابن زياد الخطبة لبنى العباس وحمل الأموال والهدايا السنية هو وأولاده من بعده ، وهم إبراهيم بن محمد هذا الذى هو الملك وأقام فى الملك بعده زياد ابن إبراهيم فلم تطل مدته ، ثم ملك بعده أخوه أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم وطالت مدته ، فلما أسن وبلغ الثمانين فى الملك تشعب عليه من دولته بعضها ، فممن أظهر له بعض ما يكره ملك صنعاء ، وهو من أولاد التبابعة من حمير ، واسمه يوسف بن أسعد بن يعفر ، ولكنه كان يخطب لأبى الجيش ولأبويه ، وكانت ترفع أموال إلى أسعد بن يعفر لا تزيد على أربعمائة ألف دينار فى السنة يصرف بعضها فى المروة ولقاصديه.
وأما صاحب بيحان ونجران وجرش فهمّ أيضا بأن يخرج من طاعة ابن زياد ، وهمّ صاحب صعدة فثار بها الشريف الحسنى المعروف بالرسى.
ويقال فى رواية أخرى : إن أمير المؤمنين محمد الأمين ولّى محمد بن زياد بن محمود بن منصور اليمن فجاء محمد بن زياد إلى أرض الحصيب فوجد قوما يقتتلون فى كل يوم إلى ضحوة نهار ويفترقون ، فدخل بينهم وأصلح بينهم ، وبنى قصرا على باب غلافقة ، وآثاره إلى الآن باقية ، فسكن فيه واشترى ألف عبد ، ويقال : بل جاء بعساكر عظيمة من العراق وقال لهم : إذا دخل القوم للضيافة فالسيف عليهم ، ونادى فى مشائخ البلاد وكبار القبائل من الأشاعر وقدم لهم طعاما قد أحضر ، فلما اشتغلوا