وذراعيه مفعول باسط ، وعمل هنا اسم الفاعل مع انه ماض لأنه حكاية حال. وفرارا مفعول مطلق لان ولىّ وفرّ بمعنى واحد. ورعبا تمييز عند الطبرسي ، ومفعول ثان عند أبي البقاء وأبي الحيان الاندلسي.
المعنى
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ). كان الناس قبل رسول الله (ص) يتداولون قصة اهل الكهف ، وقد دونت في بعض الكتب ، وجاء ذكر اهل الكهف في الشعر ، فمن قصيدة لأمية بن أبي الصلت :
وليس بها الا الرقيم مجاورا |
|
وصيدهم والقوم في الكهف هجد |
وبالمناسبة كان رسول الله (ص) يسأل رواة الشعر ان يقرءوا له من شعر ابن أبي الصلت هذا ، فيستمع اليه ويقول : هذا رجل آمن لسانه وكفر قلبه.
وقد انشأ الناس الأساطير حول اصحاب الكهف ، كما انشأوها حول كثير من الغابرين ، ولذا قال تعالى لنبيه الكريم : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ) الذي (لا رَيْبَ فِيهِ ..* وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً). وبعد ان أجمل سبحانه قصتهم في الآيات السابقة بدأ بالتفصيل ، وتنقسم قصة اهل الكهف ـ كما جاءت في الآيات ـ الى اربعة فصول : الاول اهتداء اهل الكهف الى الله. الثاني حالهم مع قومهم وفرارهم الى الكهف. الثالث ايقاظهم من النوم الطويل. الرابع موتهم والبناء عليهم .. والآيات التي نحن الآن بصددها تتضمن الفصل الاول والثاني ، والمقطع الآتي من الآيات يتضمن الفصلين الآخرين.
الفصل الاول
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ). من الشباب من هو تام وكامل في عقله وتفكيره ، تماما كما هو قوي وتام في جسمه ونشاطه ، وهذا النوع وان كان قليلا نادرا ، ولكنه موجود ، ومنه اهل الكهف ، فقد كانوا فتية يعيشون في مجتمع وثني فاسد ، ومع هذا رفضوه ولم يهضموه ، واهتدوا