لوقوع الفعل في جواب الاستفهام. والتي في الصدور صفة للقلوب. ومعاجزين حال من واو سعوا.
المعنى :
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى). كذبت قريش محمدا (ص) ، وأخرجته من دياره ، فقال سبحانه لنبيه الكريم مسليا ومعزيا : لا بدع فيما لاقيت من قومك فكل نبي عانى من قومه مثل ما عانيت .. ثم ذكر له عددا من الأنبياء على سبيل المثال دون الحصر ، منهم هود وقومه عاد ، وصالح وقومه ثمود ، أما أصحاب مدين فهم قوم شعيب. وتقدم نظيره في سورة الأنعام الآية ٣٤ ج ٣ ص ١٨٢ (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ). المراد بالنكير هنا العذاب ، والمعنى ان الله سبحانه أخر عذاب الكافرين الى أجله ، حتى إذا حان أخذهم به أخذ عزيز مقتدر ، وتومئ الآية الى ان على العاقل ان لا يتعجل الشيء قبل أوانه.
(فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ). بعد ان قال سبحانه ، انه يمهل الكافرين الى أجل مسمى أشار الى إهلاك القرى الظالم أهلها ، وهي كثيرة كما تشعر كلمة كأين. وتقدم مثله في الآية ٣ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٠١ (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) تقدم في الآية ٢٥٩ من سورة البقرة ج ١ ص ٤٠٥ والآية ٤٢ من سورة الكهف (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ). البئر المعطلة هي العامرة بالماء ولكن لا يستقي منها أحد ، وقصر مشيد أي فخم ، وهذا ترك أيضا من غير أهل ، والقصد ان ديار الظالمين أصبحت مقفرة موحشة بعد ما كانت مأهولة تعج بالمقيمين والزائرين.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها). ضمير يسيروا يعود الى الذين كذبوا محمدا (ص) أي ألم يتعظ هؤلاء بمصارع المكذبين؟ وينظروا كيف أصبحت ديارهم خالية وأملاكهم معطلة؟ وتقدم مثله في سورة آل عمران الآية ١٣٧ ج ٢ ص ١٥٩ والآية ٣٦ من سورة النحل ج ٤ ص ٥١٢ (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). وأية