تزعج الناس بأصواتها إعلانا عن مقدمه ليفسحوا له ويصفقوا إجلالا وتعظيما.
٢ ـ (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً). المراد بخطاب الجاهلين سفاهة السفهاء ، كهزئهم أو شتمهم أو جدالهم بالهوى والغرض .. وسلاما كناية عن تجاهلهم والإعراض عنهم استخفافا بشأنهم ، وترفعا عما لا يليق بالرجل الكريم ، والمعنى ان المؤمن إذا سمع كلمة السوء تجاهلها حتى كأنه لم يسمعها أو كأن المقصود بها غيره ، وهذا هو الهجر الجميل المراد بقوله تعالى : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) ـ ١٠ المزمل. وليس من شك ان الإعراض عن السفيه انما يحسن حيث لا قوة تردعه وإلا وجب تأديبه ، ولا بد من تقييد الآية بذلك.
٣ ـ (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً). يبيتون أي يدركهم الليل. والمؤمنون ينصرفون في ظلمة الليل الى الله وعبادته ، لأنها أبعد عن الرياء ، ولا يقضون الليالي في المقاهي والملاهي ، وتبذير الأموال ، وتدبير المؤامرات ضد المؤمنين والمخلصين ، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ـ ١٩ الذاريات.
٤ ـ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) لازما لا مفر منه ، ودائما لا تحوّل عنه (إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً). آمنوا بالجنة والنار ايمانهم بما شاهدوا وعاينوا ، فخافوا من هذه ، وطمعوا في تلك ، قال الإمام علي (ع) في وصفهم : فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون.
٥ ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) لا افراط ولا تفريط ، لا تقتير ولا تبذير ، بل وسط واعتدال ، وهذا هو نهج الإسلام الاعتدال في كل شيء ، لا إلحاد ولا تعدد آلهة ، ولا دكتاتورية ولا فوضى ، ولا إلغاء ملكية ولا ملكية طاغية. انظر تفسير الآية ٢٩ من سورة الإسراء ، فقرة «الإسلام ونظرية الأخلاق».
٦ ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ومن عمل رياء أو أطاع مخلوقا