وعن الغارة المماثلة على معمل أبي زعبل الأهلي التي راح ضحيتها ٣٣ عاملا بين قتيل وجريح ، هي المسئولة عن جرائم إسرائيل حيث أمدتها بالسلاح والمال ، وأمرتها أن تفعل في البلاد العربية ما تفعله هي في فيتنام .. فقد نقلت الصحف والاذاعات ان جنود الولايات المتحدة قتلوا أهل قرية بأكملهم في فيتنام ، ولم ينج منهم طفل ولا امرأة ، وما كان لهذه القرية ولا لمدرسة الأطفال أي شأن في الحرب .. فهل يجدي السلم شيئا مع هؤلاء السفاكين؟ اللهم إلا إذا كان معنى السلم الاستسلام للجور والطغيان.
(إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) لمن ركن اليها ، وخدع بأباطيلها بل هي شر على من أثار الحروب من أجلها ، وهي دار خير لمن اتعظ بها ، وتزود منها لآخرته (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ). وعطف التقوى على الايمان يدل على ان مجرد الاعتراف والتصديق لا أجر عليه عند الله ، بل لا بد من العمل مع الايمان ، وأوضح من هذه الآية في الدلالة على ذلك قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) ـ ٣٠ الكهف.
(وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) لا يسألكم أموالكم أي لا يطلب منكم أن تخرجوا من جميع أموالكم ، ولا أن تبذلوا الكثير منها الذي يضر بكم .. ويحفكم أي يلح عليكم ويجهدكم ، ومعنى الآية بمجموعها ان الله سبحانه جعل للفقراء نصيبا في أموال الأغنياء ، وراعى في تقدير هذا النصيب وتحديده مصلحة المحتاجين بما يسد خلتهم ، ومصلحة الباذلين بما لا يضر بهم ، ولا يمس بحاجة من حاجاتهم الضرورية ، ولو ان الله جلت حكمته سأل الأغنياء أكثر من هذا النصيب وألح عليهم في بذله لأمسكوا وحقدوا على الإسلام ونبي الإسلام.
(ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ). قال جماعة من المفسرين : المراد بسبيل الله الجهاد .. والصحيح انه يشمل كل ما فيه لله رضا ، وللناس صلاح بجهة من الجهات (فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ). بخل الشحيح بحق الله ، وادخره لنفسه عند حاجتها ، فجاءت النتيجة على العكس مما