[الواقعة : ٣٤] مستعملا في حقيقته ومجازه ، أي في الرفع الحسي والرفع المعنوي.
والإنشاء : الخلق والإيجاد فيشمل إعادة ما كان موجودا وعدم ، فقد سمّى الله الإعادة إنشاء في قوله تعالى : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) [العنكبوت : ٢٠] فيدخل نساء المؤمنين اللاء كنّ في الدنيا أزواجا لمن صاروا إلى الجنة ويشمل إيجاد نساء أنفا يخلقن في الجنة لنعيم أهلها.
وقوله : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) شامل للصنفين.
والعرب : جمع عروب بفتح العين ، ويقال : عربه بفتح فكسر فيجمع على عربات كذلك ، وهو اسم خاص بالمرأة. وقد اختلفت أقوال أهل اللغة في تفسيره. وأحسن ما يجمعها أن العروب : المرأة المتحببة إلى الرجل ، أو التي لها كيفية المتحببة ، وإن لم تقصد التحبّب ، بأن تكثر الضحك بمرأى الرجل أو المزاح أو اللهو أو الخضوع في القول أو اللثغ في الكلام بدون علة أو التغزل في الرجل والمساهلة في مجالسته والتدلل وإظهار معاكسة أميال الرجل لعبا لا جدّا وإظهار أذاه كذلك كالمغاضبة من غير غصب بل للتورك على الرجل ، قال نبيه بن الحجاج :
تلك عريسي غضبى تريد زيالي |
|
ألبين أردت أم لدلال |
الشاهد في قوله : أم لدلال ، قال تعالى : (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) [الأحزاب : ٣٢] ، وقال : (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) [النور : ٣١]. وإنما فسروها بالمتحببة لأنهم لما رأوا هاته الأعمال تجلب محبة الرجل للمرأة ظنوا أن المرأة تفعلها لاكتساب محبة الرجل. ولذلك فسر بعضهم : العروب بأنها المغتلمة ، وإنما تلك حالة من أحوال بعض العروب. وعن عكرمة العروب : الملقة.
والعروب : اسم لهذه المعاني مجتمعة أو مفترقة أجروه مجرى الأسماء الدالة على الأوصاف دون المشتقة من الأفعال فلذلك لم يذكروا له فعلا ولا مصدرا وهو في الأصل مأخوذ من الإعراب والتعريب وهو التكلم بالكلام الفحش.
والعرابة : بكسر العين : اسم من التعريب وفعله : عرّبت وأعربت ، فهو مما يسند إلى ضمير المرأة غالبا. كأنهم اعتبروه إفصاحا عما شأنه أن لا يفصح عنه ثم تنوسي هذا الأخذ فعومل العروب معاملة الأسماء غير المشتقة ، ويقال : عربة. مثل عروب. وجمع العروب عرب وجمع عربة عربات.