عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٧) إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (١٦٨) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (١٦٩) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٧٠) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (١٧١) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ
____________________________________
والفساق لعرفتم انه لا يتخفى بعداوته لكم وارادته مضرتكم في الدارين. وروى في الكافي والتهذيب عن الصادق والباقر عليهماالسلام ان الحلف على ذبح الولد والحلف بالطلاق والعتاق والنذر وان يقول عليّ الف بدنة وانا محرم بألف حجة او ان جميع مالي هدي وكل مملوكي حرّ ان كلمت فلانا إن هذا كله من خطوات الشيطان كما في البرهان مسندا عن العياشي مرفوعا. وروى في الدر المنثور فيما أخرجه الرواة وصحح بعضه الحاكم شيئا من نحو هذا عن ابن عباس وابن مسعود والحسن وجابر بن زيد ١٦٧ (إِنَّما يَأْمُرُكُمْ) الشيطان بغوايته ووسوسته (بِالسُّوءِ) بحيث تعرفون إذا نظرتم بعين البصيرة انه سوء يزجر عنه العقل والشرع (وَالْفَحْشاءِ) وهو ما يستعظم قبحه (وَأَنْ تَقُولُوا) كاذبين (عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) انه منه ١٦٨ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) أي للضالين عن الحق (اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) من الدين والشريعة (قالُوا) لا نتبع ذلك (بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) من الاعتقاد والعمل ويقلدون بذلك آباءهم على عمى وضلال فسفها لهم (أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) وهم كذلك إذ كانوا على غير ما يهدي اليه العقل والشرع ١٦٩ (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) في أقوالهم هذه التي لا يتفكرون في فساد معانيها ولا يعرفون غلطها وما يقولونه فيها (كَمَثَلِ) الأصم (الَّذِي يَنْعِقُ) كنعاق الراعي في غنمه (بِما لا يَسْمَعُ) ولا يميز من مداليل نعاقه معنى معقولا (إِلَّا دُعاءً وَنِداءً) وصوتا بلا معنى وانهم في ذلك (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) كيف ينطقون ١٧٠ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ) نعمه (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) ليس المراد منه حقيقة الشرط وتعليق الشكر على عبادته. بل لبيان ان الشكر لنعمه ملازم لعبادته عن معرفة بأنه إله العالم وخالقه ومدبره ١٧١ (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) وهي الحيوان الذي عرض عليه