وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
____________________________________
النوعي بإفطار المريض والمسافر (وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) النوعي فالصوم في السفر غير مراد لله لأن فيه عسرا نوعيا. وفي الكافي والفقيه عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله (ع) قوله تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) قال (ع) ما أبينها من شهد فليصمه ومن سافر فلا يصمه. وعن العياشي عن زرارة عن الباقر (ع) ما أبينها لمن عقلها. ولأن قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) في مقام التعليل وبيان بعض الغايات في كتابة الصيام على النهج المذكور في الآيتين فباعتبار جعل الصوم في المرض والسفر في أيام أخر علل بالتيسير كأنه قيل ليتيسر عليكم (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) عطفا على المقدر فتفوزوا بفضل صوم الأيام المعدودات كاملة العدد بخلاف ما لو لم يشرع ذلك واضطر المريض والمسافر إلى الإفطار كما هما مظنة للاضطرار إلى ذلك نوعا. وباعتبار الهداية إلى شريعة الحق قال جل اسمه (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) على هدايتكم إلى الدين والشريعة وهذا التكبير مستحب عندنا بالإجماع ولا يضر الخلاف النادر. وبذلك قال الشافعي وأحمد وابو حنيفة على ما نقل عنه ونسبه في الخلاف إلى الفقهاء. ووقته عندنا بعد صلاة المغرب من ليلة شوال والعشاء والصبح. والعيد بإجماع الإمامية ورواية الكافي والفقيه عن سعيد النقاش عن الصادق (ع) ورواية الإقبال بسنده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع). ويقرب من مذهب الإمامية ما أخرجه ابن جرير في تفسيره بسنديه عن زيد بن اسلم وابن عباس. وصورة التكبير مذكورة في كتب الفقه (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) اي ولتشكروا الله على نعمته عليكم بدين الحق ولطفه بتشريع الصيام وما فيه من الفوائد وتيسيره عليكم وعلى نعمة الطعام والشراب إذ تلتفتون إليها بجوعكم وعطشكم. ولا يخفى ان الشكر المطلوب ليس من الأفعال الموقتة المنقطعة التي يسوق إليها التكليف كإكمال العدّة والتكبير بل هو عمل نفسي دائم كالتقوى والاهتداء يرجع إلى اختيار الإنسان ان يديم التفاته إلى نعم الله ومعرفة قدرها وفقره إليها وعجزه عنها فيختار الشكر الثابت. وذلك يحتاج إلى قوة في الاختيار وثبات عليه وعلى مجاهدة الأوهام المعارضة. ولأجل هذه النكتة جرى التعبير عن التعليل والغاية بقوله تعالى (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وكذا نظائره مما قيل في تعليله «لعلكم» وأما مقدار