وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها
____________________________________
يُخْرِجُونَهُمْ) في الآية. وفي بعضها الضمير المؤنث الظاهر في الجماعة كما في (يَعْبُدُوها) في التاسعة عشرة من سورة الزمر. وفي بعضها ضمير المفرد كما في الثالثة والستين من سورة النساء. وفي بعضها أشير اليه بهؤلاء كما في الرابعة والخمسين من سورة النساء. وفي النهاية والقاموس تكون للواحد والجمع وذكر اللغويون انه يقال طاغوت للصنم والشيطان ورأس كل ضلال. والطاغوت مأخوذ من الطغيان اما باعتبار كونه سببا كبيرا لطغيان الضلال كالأصنام. وفي النهاية ومنه الحديث هذه طاغية دوس وخثعم اي صنمهم ومعبودهم وأما باعتبار طغيانه في اغوائه وتمرده ودعوته الى الضلال كالشيطان ورؤساء الضلال. ففي كل مقام من القرآن الكريم يراد من الطاغوت ما يناسب سوقه. والمناسب للمقام هو الأصنام او دعاة الشرك او الشياطين ومعنى يكفر بالنسبة لكل من الأخيرين يخالفه في اغوائه بالشرك ويتبرأ منه ومن اتباعه (وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ) اي احكم تمسكه (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) التي هي أوثق العرى فإنها (لَا انْفِصامَ لَها) ابدا وليس في الإيمان بالله منشأ تردد او ريب او وهن في الحجة (وَاللهُ سَمِيعٌ) لأقوالكم في الإيمان به (عَلِيمٌ) بنياتكم ٢٥٦ (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) اي هو المدبر الأولى والاحق بتدبيرهم فيما هو الأصلح لهم بلطفه وان كان لطفه جلت آلاؤه بالدلالة والإرشاد عام لكل البشر ولكن خص الذين آمنوا بالذكر لأنهم لم يعاندوا الحق ولم يخرجوا أنفسهم عن الأهلية لتوفيق الله لهم الى الحق والإيصال الى المقام السامي فهو (يُخْرِجُهُمْ) بتوفيقه (مِنَ الظُّلُماتِ) ظلمات الضلال والمعاصي (إِلَى النُّورِ) نور الهدى والطاعة ٢٥٧ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) وعاندوا الحق واخرجوا أنفسهم عن الأهلية للطف الله وولايته في تدبير شؤنهم بالتوفيق والتسديد وقد تولوا الطاغوت فهم اذن (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ) الظاهر من الضمير ارادة المغوين على الكفر والمغرين بالضلال كالشياطين ورؤوس الضلال فإنهم يخرجونهم (مِنَ النُّورِ) نور التوفيق والوصول الى الحق (إِلَى الظُّلُماتِ) ظلمات الخذلان والكفر والضلال (أُولئِكَ) الكافرون (أَصْحابُ النَّارِ هُمْ