(٣٢) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٣) إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ
____________________________________
لخفاء الاشارة الى المسيح بعموم آل ابراهيم مع اقتضاء المقام للاشارة اليه بنحو جلي ويشهد له ايضا قوله تعالى بعد هذه الآية (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) إلى آخر قصة المسيح ٣٢ (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ) لدعاء الداعين ورجاء الراجين مستجيب لهم كدعاء ابراهيم بقوله (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)(عَلِيمٌ) بما تقتضيه المصلحة ومواقع اللطف ٣٣ (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) جد المسيح. ودعوى زيادة «إذ» هنا من الغلط. وجعلها ظرفا لسميع عليم لا يناسب مجيئها بعنوان الصفة الدالة على الثبوت الدائم المطلق. وجعلها مفعولا لأذكر مقدرة بعيدة في السوق والسياق كما ذكرت هذه الأقوال في التبيان ومجمع البيان وذكر الأخير في الكشاف وجعلها ظرفا لاصطفى المذكورة لا يصح إذ لا تكون ظرفا لاصطفاء آدم ونوح. فالوجه جعلها ظرفا لفعل مقدر يدل عليه الكلام. وهو سميع الدعاء أي استجابه إذ قالت. او اصطفى آل عمران إذ قالت بمعنى انه لاحت مظاهر الاصطفاء إذ قالت. والأول اقرب. وفي تفسير القمي في الحسن كالصحيح عن الصادق (ع) ان امرأة عمران اسمها حنة. وكذا في الدر المنثور مما أخرجه إسحاق بن بشير وابن عساكر عن ابن عباس. وأخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة. وفي تفسير القمي في سورة مريم وطرد الرواية عن أبي الجارود عن الباقر (ع) ان زكريا كان رئيس الأحبار وامرأته اخت مريم بنت عمران بن ماثان وبنو ماثان من ولد سليمان بن داود. وفي الدر المنثور مما أخرجه البيهقي في سننه عن ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة ان زكريا كان أفضل الذين يكتبون التوراة وكانت اخت مريم تحته. وفي ضمن ما أخرجه ابن بشير وابن عساكر عن ابن عباس ان مريم كانت بنت امام القراء وكان إمام القراء من ولد هارون وكان زكريا رأس الأحبار وكانت خالة مريم عنده انتهى والله العالم. وابو الجارود ضعيف ، وفي الفصل الأول من إنجيل لوقا ان زكريا من الكهنة أي من ولد هارون سدنة بيت المقدس وان زوجته أم يحيى هي نسيبة مريم أي قرابتها ومشاركتها في النسب وان حملها بيحيى قبل حمل مريم بالمسيح بستة أشهر. والأناجيل الرائجة لم تذكر نسب مريم ولا نسب عيسى من جهتها. بل ذكرت نسب يوسف النجار الذي يزعمون ان مريم كانت مخطوبة له. فإنجيل متى قال ويعقوب ولد يوسف. وإنجيل لوقا قال ان يوسف بن هالي.