بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). وعن تفسير الثعلبي مسندا عن الأعمش عن أبي وائل قال قرأت في مصحف ابن مسعود ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل محمد على العالمين. وفي التبيان وفي قراءة اهل البيت وآل محمد على العالمين. وقالوا ايضا ان آل ابراهيم هم آل محمد الذين هم اهله وكذا في مجمع البيان. وتفصيل الكلام ان الشيخ الطوسي روى في اماليه عن محمد بن ابراهيم قال سمعت جعفر بن محمد (ع) يقرأ وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين. وفي تفسير القمي قال العالم نزل آل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين. ونحوه عن تفسير العياشي عن أيوب عن الصادق (ع). وعن أبي عمر الزبيري عنه (ع) نحوه وايضا عن هشام بن سالم سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله تعالى (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) فقال هو آل ابراهيم وآل محمد على العالمين فوضعوا اسما مكان اسم. أقول وهذه الرواية معارضة بما يرجح عليها مما دل على ثبوت آل عمران في القرآن فلا بد من صرفها عن ظاهرها ويعارض ما تقدم رواية العياشي عن سدير عن الباقر (ع) قال (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) قال نحن منهم ونحن بقية تلك العترة. وعن أبي حمزة عن الباقر (ع) انه استشهد بالآية وقرأها على ما هو المرسوم في المصاحف وفي العيون بسنده عن الريان بن الصلت ان الرضا (ع) قرأها كذلك محتجا. وفي غيبة النعماني بسنده عن جابر الجعفي عن الباقر (ع) ان صاحب الأمر عجل الله فرجه يحتج عند ظهوره بالآية على ما هو مرسوم على انه أولى الناس بنوح وابراهيم ، وعن الشيخ الطوسي بسنده عن يونس ابن حباب عن الباقر (ع) عن آبائه (ع) ان رسول الله في خطابه لأمير المؤمنين تلا الآية على النحو المذكور. وهذه الروايات أوضح سندا من الأولى واسلم من التعارض والتدافع فيما بينها وأولى بالترجيح. ويمكن الجمع بأن آل محمد (ص) كانوا مقصودين في التنزيل من آل ابراهيم بنص الوحي على الرسول في ذلك. وربما أثبت في مصحف علي امير المؤمنين (ع) ومصحف ابن مسعود بعنوان التأويل المقصود عند التنزيل كما ذكرناه في المقدمة في أواخر الكلام على روايات فصل الخطاب. والظاهر ان موسى (ع) ورسول الله (ص) والأئمة الذين لهم الإمامة والزعامة العامة الكبرى هم القدر المتيقن في المراد من آل ابراهيم. واما إسماعيل وإسحاق ويعقوب فلم يعلم ان مقامهم في النبوة والزعامة فوق مقام شيث (ع) وإدريس اللذين أهملا من اصطفاه هذه الآية كما ان الظاهر من عمران انه عمران ابو مريم أم المسيح وانه ذكر