وَمَنْ كَفَرَ
____________________________________
وابن ماجة والحاكم قد اخرجوا بأسانيد متعددة عن علي (ع) وابن مسعود وجابر وعائشة وأنس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص ان النبي (ص) سئل عن السبيل في الآية فقال الزاد والراحلة. ومثله عن عمر وابن عباس. وفي رواية عن ابن عباس ان يصح بدن العبد ويكون له ثمن زاد وراحلة من غير ان يجحف به وقد خالف في ذلك مالك فيمن يقدر على المشي ويمكنه الاكتساب في مسيره ولو بالسؤال. والمروي من طرق الإمامية عن الباقر والصادق والرضا عليهمالسلام كما أحصاه في الوسائل في تفسير الاستطاعة في الآية بحسب السؤال وما يقتضيه المقام من البيان. بأن يكون له ما يحج به ومن عرض عليه فاستحيى فهو ممن يستطيع وبأن من كان صحيحا في بدنه مخلى في سربه له زاد وراحلة فهو ممن يستطيع. وبالزاد والراحلة مع الصحة وبالصحة في بدنه والقدرة في ماله. وبالقوة في البدن واليسار في المال. هذا والظاهر عدم الخلاف عندنا في ان من الاستطاعة أن يكون له ما يمون به عياله في طعامهم وكسوتهم وإسكانهم وما يحتاجون اليه في معيشتهم الى رجوعه. وفي التبيان وهو «أي السبيل» عندنا وجود الزاد والراحلة ونفقة من تلزمه نفقته والرجوع الى كفاية عند العود اما من مال او ضياع او عقار أو حرفة مع الصحة والسلامة انتهى والظاهر دخول ذلك في الاستطاعة العرفية. وروى المفيد في المقنعة عن أبي الربيع الشامي عن الصادق (ع) في الآية فقال ما يقول الناس فقيل الزاد والراحلة فقال سئل ابو جعفر (ع) عن هذا فقال هلك الناس إذن لئن كان من له زاد وراحلة لا يملك غيرهما او مقدار ذلك مما يقوت به عياله ويستغني به عن الناس فقد وجب عليه أن يحج بذلك ثم يرجع فيسأل الناس بكفه لقد هلك إذن فقيل له فما السبيل عندك قال (ع) السعة في المال وهو ان يكون معه ما يحج ببعضه ويبقى بعض يقوت به نفسه وعياله. ورواه في الكافي والتهذيب والفقيه والعلل بنحو من ذلك والرواية معتبرة في نفسها خصوصا إذا كان ابن محبوب من اصحاب الإجماع ومعتضدة بعمل الشيخين وجماعة من القدماء بها. وروى الصدوق في الخصال بإسناد عن الأعمش عن الصادق (ع) قال : وحج البيت واجب على من استطاع اليه سبيلا وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وان يكون للإنسان ما يخلفه على عياله وما يرجع اليه بعد حجه : فما ذكر في التبيان هو الأقوى والظاهر من الاستطاعة. وتمام الكلام في الحج موكول الى كتب الفقه كما أو كل القرآن امره الى السنة (وَمَنْ كَفَرَ) لا يخفى ان مفاد الآية هو