ابن عدي ان في سنده يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك (١). وقال ابن أبي الحديد في أواخر الجزء الثالث من شرحه للنهج روى ابو عمر الزاهد ومحمد بن حبيب في اماليه قال لما فرّ معظم اصحاب النبي (ص) يوم احد كثرت عليه كتائب المشركين وذكر نحو ما ذكره ابن جرير وزاد ان عليا (ع) قتل من الكتيبة الأولى عشرة وزاد في قول جبرائيل لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى. وان رسول الله (ص) سئل عن المنادى فقال (ص) هذا جبرائيل. ثم قال ابن أبي الحديد وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الأخبار المشهورة ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي ابن اسحق ورأيت بعضها خاليا عنه وسئلت شيخي عبد الوهاب بن سكينه عن هذا الخبر فقال خبر صحيح فقلت فما بال الصحاح لم تشتمل عليه فقال او كلما كان صحيحا تشتمل عليه كتب الصحاح فلكم أهمل جامعوا الصحاح من الاخبار الصحيحة وعن السمعاني في كتاب فضائل الصحابة بسنده عن الباقر (ع) وذكر نحو هذا النداء. وعن ابن المغازلي انه روى بسنده عن الباقر (ع) انه نودي بهذا النداء يوم بدر وروى ابن عدي بسنده عن الباقر (ع) نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان «لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى إلا علي» (٢). وعن سبط الجوزي انه نودي في يوم خيبر وصححه لا سيف إلا ذو
__________________
(١) في التقريب متروك وكان شيعيا أقول هو من رجال الترمذي وروى عنه احمد في مسنده حبة العرني وقواه الحاكم واخرج عنه في المستدرك وأخذ عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقاة وقال ان في حديث ابنه عنه مناكير انتهى وما ادعى كونه متروكا إلا من يأخذ على ظنه التشيع ويثقل عليه حديثه في الفضائل. وقد غمز عليه الذهبي بذلك في ميزانه بأنه روى بسنده عن ثوبان عن رسول الله (ص) قوله : «النظر إلى عليّ (ع) عبادة» وقال العجلي كان يغلو في التشيع. أقول ولك العبرة بأن عمران بن حطان وأمثاله من الخوارج المبغضين لأمير المؤمنين (ع) يحتج بحديثهم في الجوامع. والذين يصفونهم بالنصب يصفونهم بأنهم ثقات ويسمون بعضهم أئمة. وان عمر بن سعد قاتل الحسين (ع) وتاركه بالعراء بلا دفن وناهب رحله وسابي عياله يقول الذهبي في ميزانه فيه انه في نفسه غير متهم وعن العجلي روى عنه الناس تابعي ثقة وهو الذي قتل الحسين. وفي التقريب صدوق لكنه مقته الناس لكونه كان أميرا على الجيش الذي قتلوا الحسين. فانظر إلى نسبة القتل إلى الجيش مع ان عمر هو الآمر والمثابر وفاعل الأفاعيل.
(٢) وقال ابن عدي ان في سنده عمار الثوري ابن اخت سفيان وهو متروك. أقول هو من رجال مسلم والترمذي وابن ماجة وقد وثقه جماعة وفي ميزان الذهبي هو من الأبدال ثبت حجة.