إما أن لا يوجب تعقّله تعقّل أمر خارج ، أو يوجب :
فإن لم يوجب تعقّله تعقّل أمر خارج عنه.
فهو إما أن يقدر تجزؤه ، أو لا يقدّر.
فإن قدّر تجزؤه فهو جنس الكمّ : وهو إمّا أن تتصل أجزاؤه عند حدّ واحد ، أو لا تتصل.
فإن كان الأول : فإما قار الذات ، أو غير قار الذات.
فالقار منه : هو البعد ، وغير القارّ منه : هو الزمان.
وإن كان الثانى : فهو العدد.
وإن لم يقدر تجزؤه. فإمّا : أن يوجب بين أجزائه نسبة ، أو لا يوجب [بين أجزائه] (١) نسبة.
فإن كان الأول : فهو جنس الوضع ، والوضع حالة توجد للجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض ، كحالة الجسم عند القيام ، أو العقود ، أو الانبطاح ونحوه.
وإن كان الثانى : فهو جنس الكيفية ، وهو هيئة قارة للجوهر لا يوجب تعقلها تعقل أمر خارج عنها ، وعن (٢) حاملها ، ولا يوجب قسمة ، ولا نسبة فى أجزائها ، ولا أجزاء حاملها ، وذلك كالاشكال ، والزوجية ، والفردية ، والانفصالية ، والانفعالات : كالحرارة ، والبرودة ، والحلاوة ، وحمرة الخجل ، وصفرة الوجل ، والقوة ، ولا قوة : كالمصراعية : وهى القوة التى بها يصرع الغير ، ويحركه.
والممراضة : وهى القوة التى بها قبول الجسم للمرض بسرعة
والمصاحبة : وهى القوة التى بها لا يقبل البدن المرض بسهولة
والكمالات غير المحسوسة : كالعلم ، والظن ، والصحة ، والهيئات النفسانية التى عنها صدور الفضائل ، والرذائل ونحوه.
__________________
(١) ساقط من (أ).
(٢) أول ل ٢ / ب.