والجواب : انّ المراد من سوء الحساب هو الحساب الصادق الذي يسيء صاحبه ، لأنّه يرى كلّ صغير وكبير من أعماله فيه مستتراً وعند ذلك تثور ثورته ويناله ذلك الحساب الصادق.
روى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام في تفسير قوله تعالىٰ : ( وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) ، انّه قال : « الاستقصاء والمداقة » وقال : « يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات ». (١)
روى حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال لرجل : « يا فلان مالك ولأخيك ؟! » قال : جعلت فداك كان لي عليه حقّ فاستقصيت منه حقّي ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : « أخبرني عن قول الله : ( وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم ؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة ». (٢)
وروى محمد بن عيسى (٣) عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام انّه قال لرجل شكاه بعض إخوانه : « ما لأخيك فلان يشكوك » فقال : أيشكوني ان استقصيت حقي ؟! قال : فجلس مغضباً ، ثمّ قال : « كأنّك إذا استقصيت لم تسئ ، أرأيت ما حكى الله تبارك وتعالى : ( وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) أخافوا أن يجور عليهم ؟ لا والله ما خافوا إلاّ الاستقصاء. فسمّاه الله سوء الحساب ، فمن استقصى فقد أساء ». (٤)
انّه كما يذكر سبحانه سوء الحساب يذكر يسر الحساب أيضاً ، يقول
__________________
١ و ٢. بحار الأنوار : ٧ ، الباب ١١ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٢٧ و ٢٨.
٣. المراد به محمد بن عيسى العُبيد.
٤. المصدر السابق ، الحديث ٢٩.