المعاد الجسماني والروحاني
من المسائل الشائكة في مبحث المعاد هو تبيين كيفيته ، وانّه هل هو جسماني فحسب أو روحاني كذلك ، أو هو جسماني وروحاني معاً ؟ آراء وأقوال ، وها نحن نستعرض الآراء المهمة المطروحة على هذا الصعيد.
المحكي عن المحدّثين هو انّ المعاد جسماني فحسب ، وذلك لأنّه لا واقعية للإنسان سوى هيكله الجسماني ، وانّ الروح سار في بدنه سريان النار في الفحم والماء في الورد ، فإذا بطل البدن بالموت بطلت الروح أيضاً ، فلا يبقىٰ هناك واقعية باسم الروح حتى تُعاد ، وإنّما المعاد ما يبقىٰ من الإنسان بعد موته من عظامه وسائر أجزاء بدنه.
ذهب أكثر المشائين من الفلاسفة إلى القول بأنّ المعاد روحاني فقط ، لانقطاع الصلة بين الروح والبدن بالموت فيستحيل حينئذ أن تتعلق الروح بالمادة من جديد.