روى المفسرون أنّ فتية من قوم آمنوا بالله تعالى وكانوا يخفون إيمانهم خوفاً من مَلِكِهم ، الذي كان يعبد الأصنام ويدعو إليها ، ويقتل من خالفه ، والفتية كانوا علىٰ دين المسيح ، وكان كلّ واحد منهم يكتم إيمانه عن صاحبه. ثمّ اتّفق انّهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم لبعضهم ، ولجأوا إلى كهف ، فضرب سبحانه على آذانهم فناموا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين ، ثمّ بعثهم ، يقول سبحانه :
( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ). (١)
فإنامة الله سبحانه هؤلاء الفتية هذه المدة المديدة ، ثمّ إيقاظهم ، لا يقصر عن الإماتة والإحياء ، والقادر عليه قادر على إحياء الموتى.
__________________
١. الكهف : ١٠ ـ ١٢.