بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي خلق الإنسان لغاية مُثلىٰ ولم يخلقه عبثاً ولا سدىٰ.
والصلاة والسلام على نبيّه محمد الذي فتح الله له من كنوز غيبه ، وعلىٰ آله عيبة أسراره وحملة شرعه وحفظة سننه.
أمّا بعد ؛
يوم الحشر ومعاد الإنسان
لقد جُبل الإنسان علىٰ حب البقاء وكراهة الزوال والفناء ، وهذا أمر مشهود عند كلّ إنسان حتى أنّ الّذي ينتحر فهو يعدم وجوده وبقاءه ، ولكنّه ـ في الحقيقة ـ يبغي من وراء ذلك ، الوصول إلى الراحة التامة ، لأنّ المشكلات والأزمات الحادّة ، قد ضيّقت عليه الخناق فحدت به إلى القيام بهذه العملية ، فهو بفعله هذا يدرأ خطر تلك الأزمات ليصل إلى عالم فسيح خال عنها.
وهذا الميل الفطري أوضح دليل على أنّ الموت ليس فناء للإنسان ، فلو كان الموت ملازماً لفنائه يلزم عبث ذلك الميل المشاهَد عند كل إنسان.
وصفوة القول انّ الموت عبارة عن الخروج من حياة ضيقة إلىٰ حياة أُخرى واسعة.