الأمر تعم مرتكب الكبيرة وإن كان مؤمناً ولكن بعد الدقة فيها يعلم أنّ المراد هو غير المؤمن فتنحصر في الكافر.
وفي ظل رعاية هذين الأمرين ، نطرح الآيات الواردة حول هذه الطوائف المحكومة بالخلود.
وبما انّ هذه العناوين الأربعة المتقدمة غنية عن البحث والدراسة حيث اتفق الجميع على خلودهم في النار ، فلنقتصر على دراسة بقية الطوائف.
ورد في أوّل الخليقة خطابات إلهية تخاطب فيها أبناء آدم ، منها قوله : ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ). (١)
فالآية أوعدت المكذبين بآيات الله والمستكبرين عنها بالخلود في النار ، وهؤلاء هم الكافرون ، فليست هذه الطائفة إلاّ قسماً من الكافرين ، فخلودهم في النار لا يعني إلاّ خلود الكافر في النار.
إنّ الذكر الحكيم يصف من يحادد الله ورسوله انّه من أصحاب النار الخالدين ، يقول : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَٰلِكَ الخِزْيُ الْعَظِيمُ ) (٢) وليس المراد في الآية مطلق العداء بل من بلغ غاية
__________________
١. الأعراف : ٣٥ ـ ٣٦.
٢. التوبة : ٦٣.