مشاهد الساعة
قد عرفت أشراط الساعة وهي الحوادث التي تتحقّق ، قبيل القيامة ، بقي الكلام في مشاهد الساعة أعني الحوادث التي تتزامن مع قيامها وهي عدّة أُمور أشار إليها الذكر الحكيم. وليعلم انّ كلّ ممكن في هذه النشأة لم يكتب له البقاء والخلود بل يفنىٰ إذا بلغ أجله ، قال سبحانه : ( مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ ) (١) ، وفي آية أُخرى : ( مَّا خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ). (٢)
وعلىٰ ضوء ذلك يذكر القرآن الكريم مشاهد الساعة وانّه كيف تنشق السماء وتنفطر ، وتنشق الأرض وينهار النظام السائد ، إلىٰ غير ذلك من مشاهدها التي نذكرها تباعاً.
إنّ الشمس والقمر من الأجرام السماوية ولكلّ واحد أجل معين ، فإذا جاء
__________________
١. الأحقاف : ٣.
٢. الروم : ٨.