هل الحساب يعمّ جميع أفراد الإنسان حتى الأنبياء والمرسلين ، وكلّ من وضع عليه قلم التكليف أم لا ؟ فالآيات الواردة في هذا المجال علىٰ أصناف :
أ. ما دلّ على أنّ السؤال يعمّ الجميع حتى العلماء والصديقين ، قال سبحانه : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ المُرْسَلِينَ ). (١)
وهذه الآية أوضح ما في الباب في عموم السؤال ، ويؤيده ما روي عن أمير المؤمنين ، انّه قال : « وذلك يوم يجمع الله فيه الأوّلين والآخرين لنقاش الحساب وجزاء الأعمال ». (٢)
ب. ما دلّ على أنّ السؤال مرفوع عن الجميع ، قال سبحانه : ( فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ ). (٣)
وقال : ( وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ ). (٤)
ج. ما دلّ على سؤال المجرمين ، قال سبحانه : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ). (٥)
د. ما دلّ على أنّ الصابرين يجزون بلا حساب ، قال سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا
__________________
١. الأعراف : ٦.
٢. نهج البلاغة : الخطبة ١٠٢.
٣. الرحمن : ٣٩.
٤. القصص : ٧٨.
٥. الصافات : ٢٢ ـ ٢٤.