قالت الحكماء : إنّ الحركة تتوقف علىٰ أُمور ستة :
١. المقولة ، أي ما يقع فيه الحركة كالكيف.
٢. العلّة الفاعلية التي يعبر عنها بالمحرّك.
٣. العلّة المادية التي تقبل الحركة.
٤. الزمان أي مقدار الحركة.
٥. المبدأ.
٦. المنتهىٰ ( العلّة الغائية ).
فهذه الأُمور ممّا لا تنفك عن الحركة ومنها الغاية التي تتحرك المقولة إليها وتسكن عندها ، والإنسان منذ نشوئه في رحم أُمّه لم يزل متحركاً من صورة إلىٰ صورة ومن حالة إلىٰ حالة ، وتستمرّ الحركة معه حتىٰ بعد ولادته فلا تزال تتوارد عليه الصور ، فلا ترىٰ له قراراً وثباتاً مادام في عالم الطبيعة.
وحيث إنّ الغاية من لوازم الحركة فيجب أن تكون لحركة الإنسان غاية تُعد الكمال المطلوب لحركته ، وهذه الغاية غير متحققة في عالم الطبيعة بل في الآخرة ليصل المتحرك إلى كماله المطلوب.
وهذا البرهان الفلسفي يثبت وجود النشأة الأُخرىٰ التي تعد غاية وهدفاً لحركة الإنسان من النقص إلى الكمال.
ويمكن استظهار ذلك البرهان من طوائف من الآيات :
١. الآيات التي تتكفل لبيان المراحل التي مرّت على خلقة الإنسان وانتهت إلى بعثه يوم القيامة.