وأديانكم وأموالكم باستشهاد الشهود العدول عليكم ، فكذلك قد احتاط على عباده ولكم في استشهاد الشهود عليهم ، فلله عزّوجلّ على كلّ عبد رقباء من كلّ خلقه ومعقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ويحفظون عليه ما يكون منه من أعماله وأقواله وألفاظه وألحاظه والبقاع التي تشتمل عليه شهود ربّه له أو عليه ، والليالي والأيام والشهور شهوده عليه أو له ، وسائر عباد الله المؤمنين شهوده عليه أو له ، وحفظته الكاتبون أعمالَه ، شهود له أو عليه ». (١)
سأل أبو كهمس أبا عبد الله عليهالسلام فقال : يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها ؟ قال : « لا ، بل هاهنا وهاهنا فانّها تشهد له يوم القيامة ». (٢)
إذا كانت الأرض تحدّث أخبارها يوم القيامة ، فهكذا الزمان يشهد على ما عمل به الإنسان ، روى الكليني في الكافي باسناده انّ أبا عبد الله عليهالسلام ، قال : « إنّ النهار إذا جاء قال يابن آدم اعمل في يومك هذا خيراً أشهد لك به عند ربّك يوم القيامة ، فانّي لم آتك فيما مضى ولا آتك فيما بقي ، وإذا جاء الليل قال مثل ذلك ». (٣)
كما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام ، قال : « الليل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلاّ الثقلين : يابن آدم إنّي علىٰ ما فيّ شهيد فخذ منّي ، فانّي لو طلعت الشمس لم تزدد فيّ حسنة ولم تستعتب فيَّ من سيئة ، وكذلك يقول النهار إذا أدبر اللّيل ». (٤)
__________________
١. بحار الأنوار : ٧ / ٣١٥ ، الباب ١٦ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ١١.
٢. بحار الأنوار : ٧ / ٣١٨ ، الباب ١٦ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ١٥.
٣ و ٤. بحار الأنوار : ٧ / ٣٢٥ ، الباب ١٦ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٢٢.