لله عزّ وجلّ علىٰ خلقه » (١).
روى عبد الأعلى مولى آل سام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام ، يقول : « يؤتىٰ بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها ، فتقول : يا ربِّ حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت ، فيجاء بمريم عليهاالسلام ، فيقال : أنت أحسن أو هذه ؟ قد حسّنّاها فلم تُفتتن ، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه ، فيقول : يا ربّ حسّنتَ خلقي حتى لقيتُ من النساء ما لقيتُ ، فيجاء بيوسف عليهالسلام ، فيقال : أنت أحسن أو هذا ؟ قد حسنّاه فلم يفتتن ، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه ، فيقول : يا ربّ شددت عليّ البلاء حتى افتتنت ، فيجاء بأيوب عليهالسلام ، فيقال : أبليّتك أشد أو بلية هذا ؟ فقد ابتلي فلم يفتتن ». (٢)
يظهر من غير واحد من الروايات أنّ كثيراً من الناس يعترفون بذنوبهم مع حسن الظن بربّهم ويكون ذلك سبباً لمغفرتهم ، وقد وردت في ذلك روايات نذكرها تباعاً لتكون حسن ختام لهذا الفصل.
روى علي بن رئاب قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « يؤتىٰ بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه ، فيقول الله له : ألم آمرك بطاعتي ؟ ألم أنهك عن معصيتي ؟ فيقول : بلىٰ يا ربِّ ، ولكن غلبت عليَّ شهوتي ، فان تعذّبني فبذنبي لم تظلمني ، فيأمر الله به إلى النار ، فيقول : ما كان هذا ظني بك ، فيقول : ما كان ظنك بي ؟ قال : كان ظنّي بك أحسن الظن ، فيأمر الله به إلى الجنة ، فيقول الله تبارك وتعالى : لقد
__________________
١. بحار الأنوار : ٧ / ٢٨٥ ، الباب ١٣ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ١.
٢. بحار الأنوار : ٧ / ٢٨٥ ، الباب ١٣ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٣.