خلق مع البدن الدنيوي ويتكامل في ظل تكامله.
وقد استدل على وجود ذلك البدن بأُمور منها :
انّ النفس تفعل وتنفعل بهذا البدن المثالي في عالم النوم ، واستقرب وجود ذلك البدن المثالي بوجهين : ذكرهما تلميذه عبد الرزاق اللاهيجي في كتابه :
١. انّ الإنسان في هذه النشأة يتصوّر جميع أجزاء بدنه وأعضائه ظاهرة وباطنة ، والمتصوّر بالذات غير هذا البدن الدنيوي وليس إلاّ البدن المثالي.
٢. انّ الإنسان يفعل ويتفاعل في النوم ببدن غير مادي ، فهو يتكلّم ويذهب ويقعد ويضرب ، كلّ ذلك ببدن غير مادي ، وليس هو إلاّ البدن المثالي.
وعلى ذلك فالبدن المثالي ليس مخلوقاً من ذي قبل ، وإنّما يخلق بالتكامل الذي يناله الإنسان. (١)
ثمّ إنّ صدر المتألّهين بنىٰ ما اختاره من المعاد على مقدمات كثيرة ، ربت علىٰ إحدى عشرة مقدمة غير انّ المهم منها لا يتجاوز عن ثلاث مقدمات ، وإليك نقلها :
إنّ الوجود حقيقة واحدة ولها مراتب ومظاهر ، وليس التفاوت بينها إلاّ بالشدّة والضعف ، والكمال والنقص.
وبتعبير آخر : ليس في لوح الواقع إلاّ شيءٌ واحدٌ وهو الوجود ، فإذاً يرجع التفاوت بين الوجودات إلى الشدّة والضعف والنقص والكمال ، وليست الشدة والضعف إلاّ نفس الوجود ، فلا الوجود الشديد مركب من وجود وشدة ، ولا
__________________
١. گوهر مراد : ٣٧١.