وقال سبحانه : ( وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ). (١)
وهناك صنف ثالث يدل على أنّ هذا الوعد قطعي الوقوع والتحقّق.
قال سبحانه : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ المِيعَادَ ). (٢)
وقال سبحانه : ( وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ ). (٣)
ثمّ إنّ المتكلّمين استدلوا على لزوم المعاد بأمرين ، أشار إليهما المحقّق الطوسي في تجريد الاعتقاد ، بقوله : « ووجوب إيفاء الوعد والحكمة تقتضي وجوب البعث ». (٤)
ففي هذه العبارة إشارة إلى دليلين :
الأوّل : وجوب إيفاء الوعد ، وهذا هو الذي مرّ بيانه آنفاً.
الثاني : الحكمة ، ولعلّها إشارة إلى ما مرّ من أنّ الحشر هو رمز الخلقة.
يستفاد من بعض الآيات انّ حشر الناس يوم القيامة من مظاهر رحمته سبحانه وانّه التزم على نفسه أن ينظر إلى العباد بعين الرحمة ولذلك حشرهم يوم القيامة ، قال سبحانه :
( قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل للهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ
__________________
١. هود : ١٧.
٢. آل عمران : ٩.
٣. آل عمران : ١٩٤.
٤. كشف المراد : المقصد السادس ، المسألة الرابعة.