انّ المادة والطاقة مظهران لحقيقة واحدة ، المادة عبارة عن الطاقات المتراكمة ، وربما تتبدّل المادة في ظروف خاصة إلى الطاقة ، فتكون الطاقة وجوداً منبسطاً للمادة ، كتبدّل مادة الغذاء الذي يتناوله الإنسان إلىٰ حركة ، وكتبدّل وقود الحافلات إلىٰ طاقة حركية.
إنّ مفهوم حفظ الطاقة أحد المفاهيم الأساسية الذي يكون حاكماً علىٰ كافة الظواهر الطبيعية ، بمعنى انّ كافة التفاعلات والتحولات التي تحدث في عالم الطبيعة لا تخرج عن هذا الإطار العام وهو انّ عموم الطاقة لا يتغير فيها أبداً.
فالطاقة يمكن أن تتبدّل إلى أنواع مختلفة ، وهذه الأنواع تشمل الطاقة الحركية ، الحرارية ، الكهربائية ، الكيميائية ، والنووية. (١)
كلّ عمل يقوم به الإنسان ـ سواء كان طاعة أو معصية ـ يعدّ جزءاً من عالم المادة وليس له حقيقة إلاّ تبدل جزء ضئيل من المادة إلى طاقة حركية ، فتعود حقيقة العمل في الإنسان إلىٰ تبدل المادة إلى طاقة.
إذا عرفت ذلك فنقول : إنّ تجسّم الأعمال يبتني علىٰ قواعد أربع :
١. حقيقة العمل هو تبديل المادة إلىٰ طاقة.
٢. الطاقة الموجودة في العالم ثابتة لا تتغير.
٣. المادة والطاقة حقيقتها واحدة.
٤. كما أنّ المادة تتبدّل إلى الطاقة فهكذا تتبدّل الطاقة في ظروف خاصة إلى المادة.
__________________
١. دائرة المعارف البريطانية : ٦ / ٨٩٤.