هذا ما تقضي به الفطرة عند تحليلها ، بيد انّ الشرائع السماوية جاءت تفسر تلك الفطرة الإنسانية ، ببيان انّ الموت انتقال من دار إلى دار ، ومن نشأة إلى نشأة أُخرى ، ولذلك أصبح الإيمان بالمعاد ركناً أساسياً في العقائد على وجه لو طرح ذلك الأصل ، لانهارت الشرائع قاطبة.
ولأجل تلك الأهمية ألقت بحوث المعاد بظلالها على القرآن الكريم وبلغت آيات المعاد ١٤٠٠ آية أو أكثر من ذلك ، ولذلك قلما تجد سورة في القرآن الكريم ليس فيها دعوة إلى الإيمان بالمعاد بالتصريح أو بالإشارة ، ولو أخذنا تلك الآيات بنظر الاعتبار لتجاوز عددها أكثر ممّا ذكر.
فها نحن نخصّ هذا الجزء من كتاب مفاهيم القرآن بالبحث عن المعاد من منظار القرآن الكريم ، ضمن فصول :