أضيفا إلى الوجه فالمراد به أصحاب الوجوه.
قوله سبحانه :
(لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) وقوله (لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) وقوله (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) ثم قال (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) السؤال الاستعلام فلا يسأل الله لأنه علام الغيوب وللتقريع نحو قولهم لم فعلت كذا وما الذي حملك عليه وعلى هذا قوله (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) لأنه عالم بجميع ما فعلوا فلا يسألنا إلا على سبيل التوبيخ وللمطالبة كقوله (إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) أي مطالبا به وللتوبيخ لغير المسئول كما قيل لعيسى ع (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) وقوله (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) ابن عباس والخدري والشعبي والحسكاني في قوله (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي بن أبي طالب ع أَبُو جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) يَعْنِي الْأَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَوَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
قوله سبحانه :
(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) وقال (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) وقال (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) وقال (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) قال ابن عباس وقتادة والحسن إنهم عمي عما يسرهم عن التكلم بما ينفعهم وصم عما يمنعهم وقيل إنهم يحشرون كذلك ثم يجعلون يبصرون ويشهدون وينطقون.
قوله سبحانه :
(هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) ثم قال (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) وقال (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) ثم قال (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) وقوله (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ) وقوله (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ) أما قوله (لا يَنْطِقُونَ) يريد أنه لا حجة لهم ولا عذر. وأما قوله (الْيَوْمَ نَخْتِمُ) فهو إخبار عن ترك اعتذارهم عن جرمهم وإن أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم وقيل الشاهد هو العاصي نفسه بما فعله وقيل إنما يظهر أمارة تدل على الفرق بين المطيع والعاصي وقيل إن الله تعالى يفعل الشهادة فيها وأضافها إلى الجوارح مجازا وقيل بين الله فيها بينة حتى تشهد.