ذلك بالمشية على سبيل التأكيد لا للخروج لأن الله تعالى لا يريد إلا تخليدهم على ما دل عليه كما يقول والله لأهجرنك إلا أن يشيب الغراب ويبيض القاز أي أهجرك أبدا من حيث علق بشرط معلوم أنه لا يحصل والمراد بالذين شقوا من أدخل النار من أهل الإيمان الذين مضوا بطاعاتهم ومعاصيهم فقال إنهم معاقبون في النار (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) من إخراجهم إلى الجنة وإيصال ثواب طاعاتهم إليهم ويجوز أن يريد بأهل الشقاء هاهنا جميع الداخلين إلى جهنم ثم استثنى بقوله (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) أهل الطاعات منهم فقال (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) من إخراج بعضهم وهكذا في (الَّذِينَ سُعِدُوا).
فصل
قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) قال الزجاج الساعة اسم الوقت الذي يصعق فيه العباد واسم الوقت الذي يبعث فيه.
قوله سبحانه :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) لا يوصف المعدوم بأنه فان ولا يقال فيما يصح عليه البقاء بأنه فان ولا فيما لا يصح عليه الفناء بأنه فان لأن الفناء عدم للشيء بعد وجوده.
قوله سبحانه :
(لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) يقرر الله عباده فيقر المؤمنون والكافرون بأنه (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) وقيل إنه تعالى القائل لذلك وهو المجيب لنفسه ويكون في ذلك مصلحة للعباد في دار التكليف وقيل إن جبريل يقول (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فيقول ملك الموت (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) ثم يموتان.
قوله سبحانه :
(وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) أي نكافي ومن كوفي بفعله فقد هلك وإذا قال هل يجزى فهي مثل يثاب وقد يقرب معناهما.
قوله سبحانه :
(وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) أي المجازاة لأن ما هو آت قريب