وبالخبر الواحد أيضا لأنهما لا يوجبان العلم وقد نهى الله تعالى أن يتبع الإنسان ما لا يعلمه.
قوله سبحانه :
(فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) لا يدل على أنه يجوز التعبد بخبر الواحد لأنا إذا سلمنا أن اسم الطائفة يقع على الواحد والاثنين فلا دلالة في الآية على أنه تعالى سماهم منذرين والمنذر هو المخوف المحذر الذي ينبه على النظر والتأمل ولا يجب تقليده ولا القبول منه بغير حجة ولهذا قال (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
قوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) هذه الطريقة مبنية على دليل الخطاب وهو باطل وقيل إنها نزلت في الوليد بن عقبة لما ولاه النبي ص على صدقات بعض العرب فعاد إليه وذكر أنهم منعوا الصدقة فهم ص بإنفاذ الجيوش إليهم فنزلت الآية بيانا وليعلم الرسول أن الوليد بهذه الصفة لأنه ص إنما ولاه على ظاهر أمره.
قوله سبحانه :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ) الكتمان أنما يستعمل فيما يجب إظهاره أو يقوى الدواعي إلى ذلك فيه فمن أين يصح أن خبر الواحد له هذه الصفة حتى يطلق فيه الكتمان وغاية ما في ذلك وجوب الإظهار وليس إذا وجب الإظهار وجب القبول والآية تدل على الاختصاص بنقل القرآن لقوله (ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ) وما أنزله الله هو القرآن.
قوله سبحانه :
(بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ليس يجوز أن يؤمر بأن يبلغ إلا بما هو حجة في نفسه ويجب العمل به وهذا لا يدل على أن خبر الواحد بهذه الصفة حتى يصح الإبلاغ به.
قوله سبحانه :
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) دالة على بطلان قول