خص راكب البحر (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) المعنى فاجلدوا كل واحد منهم ثمانين جلدة (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) ثم قال (مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) فكأنه أخبر النبي ثم خاطبه معهم (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً).
أوس:
لا زال مسك وريحان له أرج |
|
على صداك بصافي اللون سلسال. |
الرجوع من الكناية إلى المخاطبة (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُ) إلى قوله (وارِدُها) و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) إلى قوله (نَسْتَعِينُ) النابغة:
يا دار مية بالعلياء فالسند |
|
أقوت وطال عليها سالف الأبد. |
الانتقال من خطاب مخاطب إلى خطاب غيره ومن كناية إلى خلافها قوله (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) فانصرف من مخاطبة المرسل إلى مخاطبة المرسل إليهم ثم قال (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ) وهو يعني مرسل الرسول قال الهذلي:
يا لهف نفسي كان خدة خالد |
|
وبياض وجهك للتراب الأعفر. |
لم يقل بياض وجهه ذكر المكان والمراد ساكنه (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) والمراد ساكنها (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) يقال شربت كأسا وأكلت قدرا الاقتصار على البعض للكل (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) ومن للتبعيض والمراد الكل (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) أي ربك قعد فلان على ظهر دابته لبيد : ويرتبط بعض النفوس حمامها أي كلها ذكر جملة ثم يتلوها التفصيل (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) وهم الأنصار (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) وقال فيمن جاء من بعدهم (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وقوله (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) وإنهم (يَقُولُونَ) مع علمهم (آمَنَّا بِهِ) فوقع آمنا به موقع الحال والمعنى أنهم يعلمونه قائلين آمنا به (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) وقوله (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) إلى قوله (شَدِيدُ الْعِقابِ) وقوله (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً) إلى قوله (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) العرب تجعل كل ما يقع عليه الإفهام أو يدل على شيء قولا