على فضلهم ونقص غيرهم والثاني أنه ص جعله مثل نفسه في قوله (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) لأنه أراد بقوله (أَبْناءَنا) الحسن والحسين (وَنِساءَنا) فاطمة بلا خلاف وقول من قال إنه أراد به نفسه باطل لأن من المحال أن يدعو الإنسان نفسه فالمراد به من يجري مجرى أنفسنا ولو لم يرد عليا وقد حمله مع نفسه لكان للكفار أن يقولوا حملت من لم تشترط وخالفت شرطك فصح أن أهل العباء نفس واحدة وأن عليا أكد الجماعة لقوله (وَأَنْفُسَنا) وإذا جعله مع نفسه وجب أن لا يدانيه أحد في الفضل ولا يقاربه ومما يدل على أنه أفضل الناس وخيرهم وأكثر ثوابا بعد النبي ص إجماع الإمامية وثبوت كونه معصوما ونصا في جعل النبي ص في خبر تبوك جميع منازل هارون من موسى وهارون كان أفضل أمته قوله (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي) وقوله (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) وثبوت المحبة في خبر الطائر وهي إذا أضيفت إلى الله تعالى يفيد الدين وكثرة الثواب فالأحب إليه هو الأفضل ومن أتقن صحة هذا الحديث ثم زعم أن أحدا أفضل من علي لا يخلو من أن يقول دعاء النبي مردود أو يقول إن الله تعالى لم يعرف الفاضل من المفضول أو يقول إن الله تعالى عرف الفاضل من خلقه فكان المفضول أحب إليه منه
فصل
قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) إلى آيتين ذكر المؤمنين ثم المهاجرين ثم المجاهدين فعلي ع سبقهم بالإيمان ثم بالهجرة إلى الشعب ثم بالجهاد ثم سبقهم بعد هذه الثلاث بكونه من ذوي الأرحام وللصحابة الهجرة أولها إلى شعب أبي طالب وكانوا بني هاشم بالإجماع وقال الله تعالى فيهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) وثانيها هجرة الحبشة خرج جعفر الطيار وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وعبد الله بن مسعود وعثمان بن مظعون إلى اثنين وثمانين رجلا قال الواحدي نزل فيهم (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) وثالثها للأنصار إلى العقبة وعلى ذلك إجماع أهل الأثر وهم أربعون رجلا وأول من بايع فيه أبو الهيثم ورابعها للمهاجرين إلى المدينة والسابق فيه مصعب بن عمير وعمار بن ياسر وابن مسعود وبلال وفي هذه الهجرة لعلي مزايا على غيره من بذل نفسه فداء لرسول الله حتى تخلص من أيدي الكفار ورده