القيم والتدين بها واجب والتحويل عنها كفر ولا خلاف أن معرفة الشهور والسنين ليست بواجبة غير شهر رمضان وذي الحجة لقوم دون قوم وإن من مات ولم يعرف الشهور والأعوام ليس يلحقه ذم ومن مات ولم يعرف الأئمة مات ميتة جاهلية فالوجه ما فسره الباقر والصادق ع أن الشهور اثنا عشر إماما وإجماع أهل البيت حجة لأن الأمة قد أجمعت على أن النبي ص قرنهم بالكتاب وقرن الكتاب بهم أخبر بإزالة الضلالة عمن تمسك بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فصح أنهم حفظة الدين دون غيرهم إذ كان الدين لا يخرج من حدود الكتاب والسنة وإذا كانت العترة حفظة الدين دون غيرهم وجب أن يكونوا هم الحكام على الأمة دون جميع الأمة فمن تبعهم كان الإجماع معه وإن قلوا وإذا تقررت هذه الجملة وجبت معرفتهم أولا حتى يعرف صحة إجماعهم
فصل
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) الآيتين(٣٠ /٣) وقوله في آدم خاصة (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وفي إبراهيم (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) وفي موسى (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ) وفي طالوت (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ) وفي مريم (إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ) وفي سائر الأنبياء والأوصياء (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) وقال (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) وقال (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا) وقال (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) وقال (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) وقال (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) وقال (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) وغير ذلك من الآيات فكل من سماهم الله تعالى أو نعتهم أنه قد اصطفاهم واختارهم وفضلهم للنبوة أو الإمامة فقد حصل لنا العلم باتباعهم وكل من لم يذكر اسمه أو نعته احتجنا إلى نص عن نبينا ص فالنصوص الواردة على ساداتنا صلوات الله عليهم أجمعين نوعان ما اجتمع أهل البيت خلفا عن سلف عن آبائهم وعن النبي ص على عددهم وأسمائهم وذكر استخلافهم ما نعجز عن حصرها وإجماعهم حجة كما بيناه وما نقله مخالفونا وهو نوعان ما وافقنا في العدد المخصوص دون التعيين وما وافقنا في أنهم المعنيون بالإمامة فالأول مثل مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالسِّجِسْتَانِيُّ فِي السُّنَنِ وَالْخَطِيبُ فِي التَّارِيخِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ بِأَسَانِيدِهِمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزاً إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ